المدونه

العقود العقارية للجمعيات الخيرية في السعودية: التحديات والحلول الرقمية مع منصة عقدي

الأحد, 05 أكتوبر 2025

في قلب المشهد العمراني المتسارع في المملكة العربية السعودية، تبرز الجمعيات الخيرية غير الربحية كلاعب أساسي في دعم المجتمع وتلبية احتياجات الفئات الأكثر احتياجًا. ولكن لسوء الحظ، هذه الجمعيات وهي تسعى لتأمين مقارها أو تهيئة أماكن لخدماتها، تواجه تحديًا بالغ الأهمية يتمثل في العقود العقارية الخاصة بها.

فالعقود المبرمة لصالح الجمعيات الخيرية لا تشبه العقود السكنية أو التجارية المعتادة؛ إذ تحمل طابعًا إنسانيًا وتنظيميًا خاصًا، يتطلب وضوحًا قانونيًا ومرونة تقنية تتماشى مع طبيعة العمل غير الربحي… ولأن هذه العقود تمثل البوابة القانونية التي تتيح للجمعيات ممارسة أنشطتها بأمان واستقرار، فإن تيسيرها لا يعد مجرد إجراء إداري، بل خطوة استراتيجية تسهم في استمرار العمل الخيري ودعم رسالته المجتمعية.

من هنا تبرز الحاجة إلى حلول متخصصة قادرة على سد الفجوة بين المتطلبات التنظيمية والرؤية التنموية، بما يضمن للجمعيات الخيرية بيئة قانونية مستقرة تمكنها من أداء رسالتها دون عوائق.

________________

ما هي العقود العقارية للجمعيات الخيرية؟

العقود العقارية الخاصة بالجمعيات الخيرية غير الربحية تُعد من أهم الأدوات التنظيمية التي تُمكّن هذه الكيانات من أداء رسالتها على أرض الواقع فهي ليست مجرد مستند قانوني يوثق عملية الإيجار أو التمليك، وإنما إطار متكامل يضمن أن تظل العقارات المستخدمة في خدمة المجتمع محكومة بضوابط واضحة، تحفظ حقوق المالك وتمنح الجمعية بيئة مستقرة لممارسة أنشطتها.

أولًا: تعريف مبسط وواضح

العقد العقاري للجمعيات الخيرية هو اتفاق رسمي يتم بين مالك العقار وبين جمعية خيرية غير ربحية، يحدد من خلاله شروط استخدام العقار وأهدافه وحدود الاستفادة منه... هذا عقد الكتروني يتوافق مع القوانين والأنظمة العقارية في المملكة، لكنه يتميز بوجود بنود إضافية تُراعي طبيعة العمل الخيري، مثل النص على أن العقار لن يُستخدم لأغراض تجارية أو ربحية، بل سيكون مخصصًا بالكامل لتنفيذ أنشطة إنسانية أو اجتماعية أو تعليمية.

ثانيًا: الفرق بين العقود الخيرية والعقود التجارية/السكنية

 العقود السكنية والتجارية تدور غالبًا حول مبدأ المنفعة المادية المباشرة؛ فالمالك يهدف إلى تحقيق عائد مالي من الإيجار، والمستأجر يستفيد من العقار في إطار شخصي أو استثماري… أما العقود الخيرية فتقوم على منطلق مختلف، إذ يكون المستفيد النهائي منها هو المجتمع، وليس الجمعية نفسها أو الأفراد العاملون بها. ولهذا تُصاغ هذه العقود بروح مختلفة:

  • في العقود السكنية: تُحدد تفاصيل مثل عدد السكان، الالتزامات المالية، وفترات السداد.
  • في العقود التجارية: تركز على النشاط التجاري، نسب الأرباح، وضمان استمرارية الاستثمار.
  • في العقود الخيرية: تُضاف بنود خاصة مثل الالتزام باستخدام العقار للأغراض الإنسانية، توفير تسهيلات للجمعية في حال وجود دعم حكومي، وضمانات لاستمرارية النشاط الخيري حتى لو تغيرت الإدارة.

ثالثًا: أمثلة على استخدامات هذه العقود

  1. مقار إدارية للجمعيات: حيث يتم استئجار مبنى ليكون المركز الإداري الذي تُدار منه البرامج والمبادرات.
  2. مراكز تعليمية أو تدريبية: مثل تخصيص عقارات لتقديم دروس محو الأمية، أو ورش تدريب مهني للشباب الباحثين عن فرص عمل.
  3. مراكز صحية مجانية: استئجار عيادات أو مبانٍ لتقديم خدمات طبية أساسية للفئات الأقل حظًا.
  4. مخازن ومراكز توزيع: عقود لاستئجار مستودعات تُخزن فيها المواد الغذائية والملابس قبل توزيعها على المحتاجين.
  5. مساكن خيرية: تخصيص وحدات سكنية لمبادرات السكن الخيري مثل إيواء الأيتام أو الأسر المتعففة.

يمكن القول إن هذه العقود تحمل قيمة تتجاوز كونها التزامًا قانونيًا؛ فهي تمثل جسورًا حقيقية بين أصحاب العقارات والجهات الخيرية، وتضمن أن تُستثمر المساحات العمرانية في بناء مجتمع أكثر تكافلًا واستقرارًا…

________________

التحديات الحالية في السوق السعودي

رغم أهمية العقود العقارية للجمعيات الخيرية غير الربحية في السعودية، إلا أن الواقع العملي يكشف عن تحديات حقيقية ما زالت تعيق سهولة إنجازها. فمعظم الوسطاء العقاريين، بما يتجاوز 90% منهم، يواجهون صعوبة في التعامل مع هذا النوع من العقود، نظرًا لاختلافها عن العقود السكنية أو التجارية التقليدية التي اعتادوا عليها وهذا النقص في الخبرة والجاهزية يجعل الجمعيات تدخل في دوامة من الإجراءات الطويلة والتأخير غير المبرر.

إلى جانب ذلك، تواجه منصة "إيجار" الرسمية، وهي المنصة الأوسع انتشارًا في السوق السعودي، مشكلة تقنية مرتبطة بهذا النوع من العقود تحديدًا. فرغم الجهود المستمرة لتطوير المنصة وإضافة المزيد من التسهيلات، إلا أن العقود الخاصة بالجمعيات الخيرية لم تُفعل بشكل كامل بعد، مما يترك فراغًا في السوق ويجعل الجمعيات في حالة انتظار أو بحث عن بدائل.

ونتيجة لهذه التحديات، تتأثر الجمعيات الخيرية بشكل مباشر؛ إذ قد يتعطل افتتاح مقر جديد، أو يتأخر إطلاق مشروع خدمي يستفيد منه مئات المستفيدين… وفي بعض الحالات، تضطر الجمعيات إلى البحث عن حلول غير رسمية تستهلك وقتًا وجهدًا أكبر، وهو ما يتعارض مع طبيعة العمل الخيري الذي يقوم على سرعة الاستجابة وتوفير الموارد في الوقت المناسب.

هذه العقبات تسلط الضوء على أهمية تطوير حلول رقمية مرنة ومتخصصة تتناسب مع العقود العقارية غير الربحية، بحيث تضمن للجمعيات سرعة إنجاز معاملاتها وتفادي أي تعطيل في أنشطتها المجتمعية.

________________

لماذا تحتاج هذه العقود إلى حل متخصص؟

محدودية الطرق التقليدية في إتمام التعاقدات

العقود العقارية الخاصة بالجمعيات الخيرية غير الربحية تختلف بطبيعتها عن العقود السكنية أو التجارية، وهذا يجعل الطرق التقليدية التي يعتمد عليها الوسطاء العقاريون غير كافية لمعالجتها ففي العقود العادية، يقتصر الأمر غالبًا على توثيق العلاقة بين المالك والمستأجر أو المستثمر، أما في العقود الخيرية، فهناك اعتبارات إضافية مرتبطة بكون المستفيد النهائي هو المجتمع وليس الأفراد.

 هذا التعقيد يجعل الإجراءات الورقية التقليدية أو التعاملات المعتادة غير قادرة على تغطية جميع الجوانب التنظيمية والقانونية المطلوبة كما أن الاعتماد على الطرق اليدوية أو غير المتخصصة يؤدي إلى أخطاء متكررة، ويزيد من احتمالية حدوث نزاعات قانونية أو تأخير في توثيق العقود، وهو أمر ينعكس سلبًا على سير الأنشطة الخيرية.

المخاطر الناتجة عن التأخير والتعطيل

أي تأخير في توثيق أو إتمام عقد عقاري خاص بالجمعيات الخيرية يعني تعطيل مشاريع إنسانية مرتبطة به بشكل مباشر. فعلى سبيل المثال، إذا كانت جمعية بصدد افتتاح مركز صحي مجاني لخدمة حي سكني محدود الدخل، فإن تأخر إتمام عقد ايجار قد يعني تأجيل إطلاق الخدمات الطبية لعدة أشهر، وهو ما يؤثر على حياة المستفيدين وصحتهم… كذلك، قد تتعطل مشاريع توزيع الغذاء أو إنشاء مراكز تعليمية أو توفير مساكن مؤقتة للأيتام والأسر المحتاجة. وبما أن طبيعة العمل الخيري تعتمد على سرعة الاستجابة وسلاسة الإجراءات، فإن أي تعطيل قد يُفقد هذه المشاريع قيمتها الاجتماعية، ويؤثر على الثقة بين الجمعيات والمستفيدين منها.

كيف يؤثر ذلك على استمرارية المشاريع الخيرية؟

المشاريع الخيرية بطبيعتها تحتاج إلى استمرارية لضمان أثرها طويل المدى فبرنامج سكني أو مركز تعليمي أو مشروع صحي لا يقتصر على إطلاقه فقط، بل يتطلب إدارة مستمرة وتواجد قانوني ثابت وعندما تواجه الجمعيات صعوبة في إتمام عقودها العقارية، فإنها تُجبر على إهدار الوقت والجهد في معالجة الثغرات الإجرائية بدلًا من التركيز على رسالتها الأساسية... 

هذا قد يؤدي في بعض الحالات إلى انسحاب ممولين، أو تأجيل مبادرات، أو حتى إلغاء مشاريع كاملة. 

ومن هنا يتضح أن غياب الحلول المتخصصة لا يعرقل فقط إتمام التعاقدات، بل يهدد استدامة العمل الخيري ككل، وهو ما يبرز الحاجة الماسة إلى منصات رقمية متخصصة تُعالج هذه التحديات وتوفر بيئة آمنة وسريعة لإتمام العقود.

________________

منصة "عقدي" كنموذج للحل الرقمي المتكامل

وسط التعقيدات التقنية والتنظيمية التي تواجه الجمعيات الخيرية غير الربحية في المملكة، جاءت منصة "عقدي" كحل عملي يسد فجوة حقيقية في السوق، فبينما واجهت المنصات الأخرى صعوبات في التعامل مع العقود الخاصة بالجمعيات، استطاعت "عقدي" أن تقدم أسلوبًا واضحًا وميسرًا لإبرام العقود العقارية بما يتناسب مع طبيعة العمل الخيري.

مميزات تقنية تواكب الاحتياجات

عقدي لا تقدم مجرد أداة لتوثيق العقود، بل توفر نظامًا متكاملًا يعالج المشكلات التي طالما أعاقت الجمعيات الخيرية... من أبرز ما تمنحه المنصة:

  • سهولة في الاستخدام: خطوات واضحة وبسيطة لإدخال البيانات وإتمام العقود دون تعقيد.
  • مرونة في البنود: إمكانية تخصيص العقود بما يتوافق مع أغراض الجمعيات، مثل تخصيص العقار للعمل الإنساني أو الاستخدام الطويل.
  • موثوقية قانونية: التزام كامل بالقوانين العقارية والأنظمة الرسمية، مما يضمن توثيقًا قانونيًا معتمدًا.

دعم مباشر للجمعيات الخيرية

تُعتبر "عقدي" أداة تساعد الجمعيات على إنجاز العقود بسرعة وسلاسة، بعيدًا عن الإجراءات الطويلة أو التفاصيل المرهقة، وهذا يمنحها مساحة أكبر للتركيز على رسالتها الأساسية: خدمة المستفيدين، تطوير المشاريع، وتوسيع نطاق المبادرات.

تجربة استخدام مريحة

من لحظة تسجيل الدخول وحتى إتمام العقد، يجد المستخدم رحلة سلسة وخالية من التعقيد... واجهة استخدام واضحة، خطوات مرتبة، ودعم متواصل يجعل التجربة عملية ومباشرة، مما يبعث الطمأنينة لدى الجمعيات والملاك على حد سواء.

نحو بيئة عقارية داعمة للعمل الخيري

مع "عقدي"، لم تعد مسألة العقود العقارية الخيرية عائقًا أمام الجمعيات، بل أصبحت عملية منظمة وسهلة يمكن الاعتماد عليها فالمنصة تمثل خطوة متقدمة نحو بيئة رقمية أكثر دعمًا للعمل الخيري، ومتناغمة مع توجهات رؤية 2030 في تعزيز الاستدامة والتكافل الاجتماعي.

________________

المستقبل الرقمي للعقود العقارية في السعودية

توقعات تطور الحلول التقنية في هذا المجال

التحول الرقمي الذي تشهده المملكة اليوم لا يقف عند حدود الخدمات الحكومية أو التجارية، بل يمتد ليشمل المجال العقاري بمختلف تفاصيله. ومن المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة تطورًا كبيرًا في تقنيات إدارة وتوثيق العقود، خصوصًا مع دخول الذكاء الاصطناعي وأدوات الأتمتة على الخط. 

هذه التقنيات ستسمح بإنشاء عقود أكثر دقة وأمانًا، مع تقليل الوقت المستغرق لإتمامها من أيام إلى دقائق. كما أن اعتماد الحوسبة السحابية يفتح المجال أمام الجمعيات الخيرية لتوثيق وحفظ بياناتها في بيئة آمنة، قابلة للوصول من أي مكان وفي أي وقت.

كيف ستسهم في تعزيز العمل الخيري

الجمعيات الخيرية غير الربحية تعتمد في عملها على سرعة الإنجاز وشفافية العمليات، حتى تتمكن من توجيه مواردها بشكل مباشر نحو المستفيدين. الحلول التقنية للعقود العقارية، مثل منصات التوثيق الرقمية، تمنح هذه الجمعيات القدرة على إبرام عقود إيجار أو استخدام عقارات بطريقة قانونية ومنظمة، دون إضاعة وقت أو جهد في الإجراءات التقليدية. هذا التطور ينعكس بشكل مباشر على العمل الخيري، حيث يتيح للجمعيات توفير عقارات لمقرها، أو لمبادراتها المجتمعية، بسرعة وأمان، مما يعزز من قدرتها على التوسع وزيادة الأثر الاجتماعي.

دور المنصات الذكية في دعم التحول الوطني (رؤية السعودية 2030)

رؤية السعودية 2030 وضعت ضمن أهدافها الأساسية تعزيز القطاع غير الربحي، ورفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، وتمكينه من أداء دوره كشريك في التنمية… هنا يبرز دور المنصات العقارية الذكية كأداة استراتيجية لدعم هذا التحول مثل منصة عقدي.

 فحين تتمكن الجمعيات من إدارة عقودها العقارية بسهولة عبر منصات رقمية موثوقة، فإنها لا تحقق فقط مكاسب تنظيمية، بل تواكب أيضًا التوجه الوطني لبناء اقتصاد رقمي متكامل. هذه الخطوة تعكس التزام المملكة بتوظيف التكنولوجيا لخدمة التنمية الاجتماعية، وتحويل العقبات القديمة إلى فرص للنمو والابتكار… وبهذا يصبح المستقبل الرقمي للعقود العقارية في السعودية ليس مجرد نقلة تقنية، بل رافعة حقيقية لدعم التكافل الاجتماعي، وتعزيز بيئة عمل مستدامة للجمعيات الخيرية، بما يتناغم تمامًا مع طموحات الرؤية الوطنية.

________________

ختامًا…

العقود العقارية الخاصة بالجمعيات الخيرية لم تعد معضلة كما كانت في السابق؛ فالحلول الرقمية أثبتت أنها الطريق الأسرع والأكثر أمانًا لتنظيم هذه العقود... ومع بروز منصات متخصصة مثل "عقدي"، أصبح بإمكان الجمعيات إنجاز عقودها بسهولة، دون الدخول في تفاصيل معقدة أو عقبات تقنية… إذا كنت تبحث عن طريقة عملية وموثوقة لتوثيق عقود جمعيتك الخيرية، فإن "عقدي" هو الخيار الأمثل

ابدأ اليوم رحلتك الرقمية مع "عقدي"، ووفّر وقتك وجهدك لما هو أهم: خدمة المجتمع وتحقيق رسالتك الخيرية.

للاستفسار عن توثيق العقود
على الواتساب

يمكنك التواصل مع فريق “ عقدي “ بشكل مباشر في أي وقت

تواصل معنا WhatsApp Icon

Star Icon قم بتحميل تطبيقــــــــــــنا

مهما كان غرضك من العقد ، نحن خيارك الأكثر سرعة ومن أي مكان في المملكة ، سواء كنت تحتاجه لحساب المواطن أو الضمان الاجتماعي أو حافز أو لأي أغراض اخرى.